رحلة في جمال التراث اللحجي "حوطة القمندان"

المدينة التي أنجبت الأمير أحمد فضل القمندان وعبدالله هادي سبيت وصالح نصيب وأحمد يوسف الزبيدي وعبدالكريم توفيق وفيصل علوي وحمدون وعبود خواجة وغيرهم، ونشرت الفن الغنائي اللحجي إلى كل أرجاء المعمورة. الحوطة المدينة التي يستقبلك قبل صدرها الرحب عبق رياحينها الطيبة ويجذبك فوحان أريج الفل والكادي والمشموم. فعلى مر السنين والتاريخ، تمتلك لحج ما يميزها عن غيرها من المحافظات بأشياءها الرائعة.
وقد انتشرت شهرة لحج بالعديد من الجوانب المجتمعية على مستوى محافظات اليمن وكذلك شبه الجزيرة العربية. فقد وضعت لنفسها علامة بارزة بأشياء متنوعة ورائعة، ومما أكسب لحج شهرة واسعة جعلت الناس يتوافدون من كل مناطق اليمن لشراء كل ما تتميز المحافظة به، ومنها:
الفل اللحجي:
"يا فل يا عود، يا ماء وردي، فل يا ناد من غرس الخداد - عرفك ينسنس يرد الفؤاد"، هذه العبارة مقطع من أبيات شعرية من بين الكثير من الأشعار التي تغنى بها الفنانون تصف الفل اللحجي وصفًا يليق برائحته وشهرته الكبيرة.
ويتميز الفل اللحجي عن غيره بورقته الكبيرة ولونه الناصع البياض ورائحته العطرة. يحضر الفل بكل المناسبات السعيدة فهو زينة الأعراس ورمز الحب، وتعتبر رائحته العطرة محط اهتمام الكثيرين وقد اشتهرت به محافظة لحج العريقة والغنية بالموروث الشعبي. ينتشر موسم الفل في فصل الصيف تكاد لا تخلو الأسواق ولا المنازل منه.
حلوى المضروب:
"بايقع من بروده يوم هبهوب … ذي تحبّـــه حَبـوب، فتلك في الهوى قرمش ومضروب"، ثمان المحافظة على شهرتها في صناعة الحلوى، وكان صانع الحلوى أحمد المداوي رحمة الله عليه من أشهر صانعي الحلوى اللحجية، وأحدًا من أبرز من أتوا لشراء الحلوى من مختلف محافظة لحج وعدن و المحافظات الأخرى. وما زالت الحلوى من الأطباق القديمة التي لا يزال الإنسان اللحجي متمسكًا بها، وكانت حاضرة في المناسبات الاجتماعية كالخطوبة والأعراس.
البخور اللحجي:
يلتصق البخور اللحجي برائحته الزكية وجودته التي لا تقارن بغيره، واشتهرت محافظة لحج وذاع صيتها بالآفاق منذ أمدٍ بعيد. فقد ارتبط البخور اللحجي بالحضارة اللحجية منذ قديم الزمن، واكتسب شهرة ولقب مما جعل الناس تبحث عنه لشراءه بأغلى الأثمان نظرًا لجودة صناعته.
القرمش:
"بابجلس على بابك باقرمش وبامضروب قرمش حل من شافه سعبب سيل السعبوب.
أما القرمش فقد اشتهرت به الحوطة وكل قراها، فالقرمش اللحجي له طعم ولذة خاصة واشتهرت بيوت معينة في لحج بطباخة القرمش وبيعها. ومازال المواطن مغرمًا بشراء القرمش اللحجي، ويعتبر أفضل هدية يقدمها اللحجي هو القرمش والمضروب في زياراته.
وختامًا، تبقى لحج مختلفة ومتميزة بتأريخها وتراثها وفنها الجميل الذي يعاني من الإهمال.